مقدمة :
ليس من اليسير علينا الإحاطة بحياة الرئيس الفلسطيني الشهيد
ياسر عرفات ، فتاريخه مرتبط بتاريخ القضية الفلسطينية وخاصة على
مدى العقود الأربعة الأخيرة ، فهو بحق رجُل المرحلة عاشها بكل
تفاصيلها ودقائق أمورها .
فقد كان بارعاً في قيادة المعركة وإدارة الكفاح المسلح مثلما كان
بارعاً في إدارة النضال السياسي ، ويُدرِك تماماً كيف يتعامل مع
الحلفاء والأصدقاء ، ويعرف أيضاً كيف يتعامل مع الأعداء والخصوم .
هو رجُل الـــثورة و رجُل الدولة ، ديكتاتوري صَلب بالقدر الذي يضمن
تماسُك الساحة الفلسطينية ...!!، وديمقراطي منفتح بالقدر الذي
يُتيح لخصومه التعبير عن آرائهم .
فلسطيني ينظر إلى أمته العربية من منظار فلسطين ، وعربي ينظُر
إلى فلسطين من منظار القومية العربية .
عاش حياة مليئة بالحركة والديناميكية والانتقال ، فكانت الطائرة بيته
المتنقل وخيمته المتحركة وهو يأبى أن يحُط الرحال إلا في القدس
بعد تحريرها .
وأيضاً كان رمزاً للصمود والثبات في مواجهة الحصار والتآمر عليه في
عمان وبيروت وطرابلس ورام الله ....
عرفتهُ العواصم العالمية والعربية مثلما عرفته المخيمات والجبال ،
التقى زعماء العالم وهو يقرع ناقوس الخطر المحدق بفلسطين
ويحمل غصن الزيتون رمزاً لفلسطين وبندقية الثائر رمزاً لثورتها .(1)
يعيش مع أشباله ومقاتليه يبعث فيهم الإصرار والتحدي وأمل الإنتصار .
احتل المساحة الأكبر في كافة وسائل الإعلام العالمية والعربية إلا أنه
يرفض الحديث عن حياته الشخصية ولم يكن يرى نفسه إلا مناضلاً
فلسطينياً وَهبَ حياته ثمناً لحرية وطنه وشعبه .
ولكنه الرجُل الأسطورة الذي جَسَّد النضال الفلسطيني المتواصل .
و لا بُد من التعرف على هذا الرجُل الذي قاد كفاح الشعب
الفلسطيني نحو الحرية و الاستقلال و التحرير .
هو "محمد ياسر عبد الرؤوف القدوة الحسيني " ولِدَ في القُدس
بتاريخ 4-8-1929م.
ويرتبط مع عائلة الحُسيني المقدسية بنسب عن طريق والدته
"حميدة محمود الحُسيني"
يتبع .............
(1) : في العام 1974م. وقبل انضمام فلسطين للأمم المتحدة ، تمَّ قبول فلسطين في الأمم المتحدة
بصفة مُراقب ، وحينها ؛ ألقى الرئيس ياسر عرفات خطابه الشهير أمام الجمعية العامة ، مُكرِّراً
العبارة التالية :
(( لقد جئتكم - يا سيادة الرئيس - أحمل بندقية الثائر بيد ، وغصن الزيتون باليد الثانية ، فلا تُسقِطُوا
الغُصن الأخضر من يدي ، لاتُسقطوا الغصن الأخضر من يدي ، لاتُسقطوا الغصن الأخضر من يدي )).
وقبل ذلك بقليل ؛ كان قد صرّح لصحيفة السفير البيروتيّة في عددها الأول في 26-3-1974م ،مُخاطباً
العقل الرفضاوي ، قائلاً : المنطق .
من كتاب عرفات من الثورة إلى الدولة (( حالياً قيد الإنجاز ))
مجموعة صدى الشتات الثقافية
إحياء التراث إحدى وجوه التحرير[/color][/size]